ندرك تماماً لأهمية الجهاز الهضمي في أجسامنا، فهو المسؤول الأول عن عملية الهضم وامداد الجسم بكامل العناصر الغذائية التي يحتاجها، ولكن ما هي مكونات الجهاز الهضمي؟، وما هي آلية عمله في هضم الطعام؟، وما هي وظيفة كل جزء منه في عملية هضم للطعام؟، كل ذلك سنستعرضه في هذه المدونة.
سنتعرف ضمن مقالنا اليوم على مكونات الجهاز الهضمي ووظائفه، بالإضافة إلى أبرز الأمراض التي قد تصيب الجهاز الهضمي؛ وطرق الوقاية منها. فابقوا معنا في هذه السطور المقدمة من مدونة مجمع حامد الطبي حيث الخدمات الطبية المتكاملة في كافة التخصصات الطبية وبأعلى مواصفات المعايير العالمية
مكونات الجهاز الهضمي ووظائفه
سنتحدث ضمن هذه الفقرة عن مكونات الجهاز الهضمي ووظائفه المختلفة تبعًا لكل عضو، لكن قبل ذلك لا بد من معرفة الوظيفة الرئيسية للجهاز الهضمي؛ والتي تتمثل بعملية هضم الطعام، وذلك بهدف سد احتياجات الجسم المختلفة، من العناصر الضرورية التي تحتويها الأطعمة والمشروبات التي نتناولها، للمحافظة على جسمنا سليمًا خاليًا من الأمراض. وإليكم وظائف الجهاز الهضمي وفقًا لكل عضو، كما يلي:
-
الفم
يعتبر الفم أول جزء من أجزاء الجهاز الهضمي؛ فهو الممر الأول لدخول المواد الطعامية من خلاله، علاوة على ذلك أن عملية هضم الطعام تبدأ من عنده، عن طريق إنتاج اللعاب في الفم من قبل الغدد اللعابية الموجودة فيه.
الجدير بالذكر أن شم رائحة الطعام أيضًا هو المحفز الأول لإفراز اللعاب في الفم، وعند تناول الغذاء وبدء عملية مضغه وتحويله إلى أجزاء صغيرة، هنا يزيد إفراز اللعاب؛ حيث يحتوي اللعاب على مواد خاصة تسمى الأنزيمات، تبدأ في عملية هضم الطعام بشكل جزئي بحيث يستطيع الجسم امتصاصه، ومن ثم يدفع اللسان الطعام المهضوم جزئيًا، إلى البلعوم والمري ومنه إلى باقي مكونات الجهاز الهضمي.
المريء هو عبارة عن أنبوب عضلي، يمثل صلة الوصل بين الفم والمعدة. فبعد بلع الطعام بواسطة اللسان باتجاه البلعوم والمريء، تبدأ تلقائيًا عملية هضم الطعام، وذلك من خلال إرسال إشارات عصبية من المخ، إلى العضلات المريئية لتنقبض حتى بداية المعدة. حيث تتواجد عضلة المصرة المريئية التي تفتح، من أجل مرور الوجبات الطعامية من البلعوم إلى المعدة. وتغلق لضمان عدم ارتجاع الطعام إلى المري.
بعد مرور الطعام من المريء إلى المعدة، تبدأ العضلات المعدية بعملية خلط الغذاء، مع السوائل والعصارات الهاضمة، وكذلك الأنزيمات والأحماض من أجل هضم الطعام وتحويله إلى ما يسمى بالكيموس.
وهو عبارة عن كتلة حامضية شبه سائلة، تدفعه المعدة إلى الأمعاء الدقيقة لإكمال عملية الهضم والامتصاص هناك، حيث أن المعدة لا تمتص الطعام أبدًا؛ وهذا ما يجعلها تخزن الطعام ضمنها مدة قصيرة، وذلك قبل تمريره بواسطة تقلصات عضلاتها إلى الأمعاء الدقيقة. الجدير بالذكر أن البقايا الغذائية غير القابلة للهضم في المعدة، تنقل إلى الأمعاء الغليظة لتخلص منها مع باقي الفضلات.
تحتوي الأمعاء الدقيقة على ثلاث مكونات، هي: الاثنا عشر والصائم وكذلك اللفائفي أو الدقاق. ويصل طولها إلى ما يزيد عن ستة أمتار تقريبًا، وتكمل العضلات الموجودة فيها عملية هضم الطعام؛ حيث تخلطه مع العصارات الهاضمة المارة عبر البنكرياس، وكذلك الكبد بالإضافة لعصارات الأمعاء.
وكل ذلك يجري في الإثني عشر، بعد ذلك ينقل هذا المزيج إلى قسم الصائم؛ وهنا يتجزأ الطعام إلى العناصر الغذائية الأساسية، على سبيل المثال: السكريات والدهون والبروتينات، وباقي العناصر الغذائية. في القسم الأخير من الأمعاء الدقيقة يوجد الدقاق، وهنا يمتص الجزء الأكبر من العناصر الغذائية، والماء ثم تنتشر عبر الدم لكافة أنحاء الجسم.
تمر المخلفات الطعامية والسوائل غير الممتصة، في الأمعاء الدقيقة باتجاه الأمعاء الغليظة؛ حيث تمتص المواد السائلة من الفضلات الطعامية. وبذلك تتحول إلى صورة صلبة تعرف باسم البراز؛ الذي يخزن في القسم النهائي من الأمعاء الغليظة المعروف باسم القولون، ثم ينتقل إلى المستقيم ومنها إلى فتحة الشرج.
هو عبارة عن أنبوب يشكل صلة الوصل بين القسم النهائي من الأمعاء الغليظة والفوهة الشرجية، وظيفته تخزين البراز لحين خروجه من فتحة الشرج بعملية التغوط.
وهي نهاية الجهاز الهضمي، وتتألف من عضلات قاع الحوض وعضلة المعصرة الشرجية؛ حيث من خلالها يخرج البراز خلال عملية التغوط. وبذلك نكون قد انتهينا من فقرة مكونات الجهاز الهضمي ووظائفه.
وظائف ملحقات الجهاز الهضمي
بعد أن تعرفنا على مكونات الجهاز الهضمي ووظائفه، يجدر بنا الحديث عن محتوى الجهاز الهضمي المتضمن أعضاء تساعد في عملية هضم الطعام، تدعى ملحقات الجهاز الهضمي. تتضمن كل من الكبد والبنكرياس وكذلك المرارة، ولكلٍ منه وظيفته كما يلي:
يفرز البنكرياس عصارات هاضمة تحتوي على أنزيمات، تعمل هذه الأنزيمات على تحليل العناصر الغذائية الرئيسية؛ البروتينات والدهون وكذلك الكربوهيدرات. وكل ذلك يتم ضمن الجزء الأول من الأمعاء الدقيقة (الإثنا عشر)، حيث تنقل هذه العصارات إلى الأمعاء الدقيقة عبر القنوات البنكرياسية. الجدير بالذكر أن البنكرياس أيضًا يفرز هرمون الانسولين الذي ينظم مستوى السكر في الدم.
تكمن الوظيفة الأساسية للكبد في أنه يعالج العناصر الغذائية الممتصة في الأمعاء الدقيقة، فالعصارة الصفراوية التي ينتجها لها دور مهم في عملية هضم كل من الدهون والفيتامينات. علاوة على ذلك كله يعمل الكبد على تخليص الجسم من السموم والمواد الضارة.
تخزن المرارة العصارة الصفراوية المنتجة من قبل الكبد، ثم تمررها إلى الإثني عشر وبذلك تساعد في عملية هضم وامتصاص المواد الدهنية.
أبرز الأمراض التي تصيب الجهاز الهضمي
بعد أن تعرفنا على مكونات الجهاز الهضمي ووظائفه، سنتعرف على أبرز الأمراض التي قد تصيب الجهاز الهضمي ومنها التالي:
-
الإمساك:
الذي يؤدي لحدوث البواسير والشقوق في الشرج، ولتجنب ذلك لا بد من تناول الطعام الغني بالألياف الغذائية، علاوة على ذلك شرب كميات كافية من الماء.
-
الإسهال:
والذي قد يحدث بسبب الإصابة البكتيرية بسبب التلوث أو قد يكون مجهول السبب.
-
البواسير الشرجية:
وهي عبارة عن انتفاخ في الأوردة الشرجية والمستقيمية، وتحدث بسبب التقدم في العمر أو الجلوس المطول. وكذلك تناول الطعام الفقير بالألياف الغذائية، علاوة على ذلك السعال الشديد والحمل والولادة.
-
التهاب المعدة والأمعاء:
وهي من أكثر أمراض الجهاز الهضمي شيوعًا، وهي عبارة عن عدوى فيروسية في أغلب الحالات؛ والتي تصيب كل من المعدة ومقدمة الأمعاء الدقيقة.
طرق الوقاية من أمراض الجهاز الهضمي
في سياق نقاشنا حول موضوع مكونات الجهاز الهضمي ووظائفه، ينتعرف على أهم الطرق التي تساعد في الوقاية من الإصابة بمختلف أمراض الجهاز الهضمي، كما يلي:
- اتباع نظام غذائي صحي ومتوازن، يحتوي على كافة العناصر الغذائية الضرورية للجسم؛ على سبيل المثال: الألياف والفيتامينات والمعادن.
- الابتعاد عن شرب الكافئين بكميات كبيرة.
- علاوة على ذلك ممارسة الرياضة بصورة منتظمة لمدة 30 دقيقة على الأقل في اليوم.
- شرب كميات كافية من المياه لا تقل عن ثمانية أكواب في اليوم.
- تجنب القلق والتوتر والاكتئاب.
- كذلك تجنب التدخين والمشروبات الغازية.
- الاهتمام بنظافة الوجبات الطعامية، وتجنب تخزينها لمدة طويلة ضمن درجات الحرارة المرتفعة، فذلك يخربها ويساعد على نمو البكتريا فيها.
- بالإضافة لذلك يجب الابتعاد عن تناول الطعام الغني بالدهون.
- أيضًا الحرص على مضغ الطعام بشكل جيد، للمساعدة في عملية الهضم بصورة صحيحة.
- عدم تناول الطعام الحاوي على مواد حافظة.
مراحل عملية الهضم
ضمن حديثنا عن مكونات الجهاز الهضمي ووظائفه، لا بد من معرفة مراحل عملية الهضم كما يلي:
- أول المراحل هي تناول الطعام.
- ثم دفع الطعام خلال مسار الجهاز الهضمي عبر حركات العضلات الملساء المبطنة للجهاز الهضمي.
- يليه إفراز العصارات الهاضمة التي تفكك الطعام.
- هضم الطعام ميكانيكيًا وتحويله إلى أجزاء صغيرة.
- الهضم الكيميائي للطعام بواسطة الأنزيمات لتفكيكه إلى عناصره الأساسية.
- ثم تليها عملية امتصاص الطعام من جدران الأمعاء الدقيقة.
- وفي النهاية تتم عملية طرح الفضلات عبر الشرج.
في ختام مقالنا من مجمع حامد الطبي الذي تحدثنا فيه عن مكونات الجهاز الهضمي ووظائفه تبعًا لكل عضو منها، وكذلك وظائف ملحقات الجهاز الهضمي. علاوة على ذلك ذكرنا لكم أبرز الأمراض التي تصيب الجهاز الهضمي، وكذلك أهم طرق الوقاية من الإصابة بها. فنرجو أن تكونوا قد استفدتم من هذه المعلومات .
لا تعليق