المادة الصفراء في الكبد

المادة الصفراء في الكبد


يعدُّ الكبد من أهم الأعضاء في الجسم، والمسؤول عن العديد من الوظائف، أهمّها التخلّص من مادة البيليروبين السامَّة التي تنتج عن عملية تكسر خلايا الدم الحمراء، لكن في بعض الحالات ولأسباب فسيولوجية أو مرضية في الكبد أو في الأعضاء الأخرى في الجسم قد يتراكم البيليروبين وترتفع نسبته، وتسمى هذه الحالة اليرقان أو ارتفاع المادة الصفراء في الكبد، وينتج عن ارتفاع المادة الصفراء في الكبد العديد من الأعراض المميزة، منها اصفرار بياض العين والجلد، فبعض الحالات تعدّ خطيرةً وتحتاج إلى تدخّلٍ طبي؛ لمنع حدوث المضاعفات.

 وفي هذا المقال المقدم من مدونة Hamed Medical Complex حيث “أفضل الخدمات الطبية بالمملكة العربية السعودية”، توضيح عن ارتفاع المادة الصفراء في الكبد أسبابه وأعراضه وطرق علاجه.

ما هي المادة الصفراء في الكبد وما هي وظيفتها؟

الصفراء هو سائل يصنع في الكبد، وينتقل عبر قنوات متخصصة ويتم تخزينه في المرارة ثم ينتقل إلى الأمعاء الدقيقة، حيث يساعد الجسم في عملية الهضم، وعند تناول الطعام تحدث مجموعة معقدة من التفاعلات التي تسهل عملية الهضم، فإذا كان الطعام الذي تتناوله يحتوي على دهون غذائية، فإنه يؤدي إلى تحفيز هرمون يعمل على أن تطلق الصفراء من المرارة إلى الأمعاء، حيث تعمل الصفراء الناتجة على تكسير الدهون إلى مكونات أصغر يمكن أن يمتصها الجسم.

الماده الصفراء في الكبد

تساعد المادة الصفراء في امتصاص الفيتامينات التي تذوب في الدهون أيضاً وتحافظ على خفض مستويات الكوليسترول. كما وتساعد في منع تكون الحصى في المرارة؛ حيث تتكون الصفراء من الأملاح الصفراوية، والبيليروبين، والكوليسترول، والإلكتروليت، والماء..

ما هي أسباب ارتفاع المادة الصفراء في الكبد؟ 

من الممكن أن تحدث الإصابة بارتفاع الصفراء في الكبد بسبب حالة فسيولوجية مؤقتة في بعض الحالات، ومن الممكن أن تظهر بسبب مشكلة وحالة مرضية كامنة في الكبد أو الأعضاء الحيوية الأخرى في الجسم. وعموماً من أبرز الأسباب المؤدّية إلى ارتفاع المادة الصفراء في الكبد ما يأتي:

1. الأسباب قبل الكبدية: يحدث ارتفاع المادة الصفراء في هذه الحالة بسبب زيادة كمية البيليروبين التي يجب على الكبد التخلّص منها بسبب زيادة تحلل كريات الدم الحمراء وتكسّرها، مما يُشكّل عبئاً إضافيًاً يفوق قدرة الكبد على القيام به، ليتراكم بذلك البيليروبين، ومن أبرز أسباب زيادة تكَّسر كريات الدم الحمراء الذي يرفع نسبة الصفراء ما يأتي:

  • مرض الملاريا.
  • أنيميا الخلايا المنجلية.
  • الثلاسيميا.
  • أنيميا الفول.
  • بعض أمراض المناعة الذاتية.
  • كثرة الكريات الحمر الكروية.
  • تناول بعض أنواع الأدوية أو تعاطي المخدّرات.
  • أسباب مرضية في الكبد: يحدث ارتفاع المادة الصفراء في هذه الحالة بسبب وجود مشكلة في الكبد تحدُّ من قدرته على استقلاب البيليروبين والتخلص منه خارج الجسم، ومن أبرز الأسباب التي تؤدي إلى ذلك ما يأتي:
    •  وجود التهاب في الكبد، وغالباً ما ينجم عن عدوى فيروسية أو الإفراط في شرب الكحول.
    • تليُّف الكبد. 
    • سرطان الكبد.
    • تعاطي المخدرات، أو السموم.
    • الإصابة بمتلازمة كريغلر نجار.
    • الإصابة بمتلازمة جيلبرت.

2. الأسباب بعد الكبدية: في هذه الحالة يؤدّي الكبد وظائفه بالتخلص من البيليروبين، لكن يوجد سبب يمنع التصريف الطبيعي له من الكبد إلى الأمعاء ليتراكم في الجسم، ويسمى هذا النوع من الصفار اليرقان الانسدادي،

ومن أبرز الأسباب المؤدية إليه ما يأتي:

أعراض ارتفاع المادة الصفراء في الكبد

  •  وجود حصى في المرارة في القناة الصفراوية. 
  • السرطان، مثل: سرطان البنكرياس، والمرارة، وسرطان القناة الصفراوية. 
  • وجود انسداد في القنوات الصفراوية. 
  • التهاب الأقنية الصفراوية الصاعد. 
  • التشوّهات الخلقية. 
  • التهاب البنكرياس. 
  • الإصابة ببعض الأمراض الطفيلية.
  • ارتفاع المادة الصفراء عند حديثي الولادة: يحدث اليرقان عند حديثي الولادة لعدة أسباب فسيولوجية ومرضية، من أبرزها ما يأتي: 
    • عدم نضوج الكبد بصورة تامّة، مما يجعل قدرته على استقلاب البيليروبين ومعالجته قليلة، ومع مرور الوقت يكتمل نضوج الكبد ويستطيع أداء وظائفه كاملةً، وتبدأ نسبة الصفار بالانخفاض التدريجي. 
    • عدم توافق دم الجنين مع دم أمه، مما يؤدي إلى ارتفاع نسبة تكسّر كريات الدم الحمراء عند الجنين وارتفاع نسبة البيليروبين. 
    • رضاعة الطفل من حليب الثدي، وغالبًاً ما يظهر في نهاية الأسبوع الأول من الولادة، ولا يوجد داعٍ للتوقف عن الرضاعة الطبيعية؛ فذلك ليس حالةً خطيرةً. 
    • سوء تغذية الرضيع بسبب تأخّر نزول حليب الأم أو عدم كفايته، مما يؤدي إلى الجفاف، بالتالي قلة حركة الأمعاء وقلة إخراج الطفل للبراز، مما يُؤدّي إلى تراكم البيليروبين داخل الجسم. 

ما هي أعراض ارتفاع المادة الصفراء في الكبد؟

تختلف أعراض ارتفاع المادة الصفراء في الكبد وتتباين من شخصٍ إلى آخر؛ اعتماداً على السبب الرئيس للإصابة، فقد تكون الأعراض شديدةً وواضحةً عند بعض المصابين. في حين تكون أقلّ حِدَّةً عند البعض الآخر، وعموماً تتضمّن ما يأتي:

ارتفاع المادة الصفراء

  • تغير لون الجلد إلى اللون الأصفر، وكذلك اصفرار الأغشية المخاطية وبياض العينين بدرجاتٍ متفاوتة.
  • تغيّر لون البراز إلى اللون الشاحب.
  • تغيّر لون البول إلى الداكن.
  • الشعور بالحكّة في الجسم.
  • الاستفراغ والغثيان.
  • النزيف من المستقيم.
  • الإصابة بالإسهال.
  • الإصابة بالحمّى والقشعريرة.
  • الضعف العام في الجسم.
  • فقدان الوزن وفقدان الشّهية.
  • ألم في البطن.
  • صداع الرأس.
  • تورّم الساقين والبطن وانتفاخه بسبب تراكم السوائل.

ما هي خطورة ارتفاع المادة الصفراء في الكبد؟ 

غالباً ما يتماثل المصاب للشفاء دون حدوث مضاعفات، لكن في بعض الحالات قد يصاب بالعديد من المضاعفات الخطيرة، من أبرزها ما يأتي:

  •  التهاب الكبد المزمن. 
  • تليّف الكبد.
  •  فقر الدم.
  •  النزيف. 
  • السرطان. 
  • تسمم الدم.
  • الفشل الكلوي.

كيف يتم التشخيص؟

ارتفاع الصفراء في الكبد

 توجد العديد من الفحوصات التي تساعد الطبيب على تشخيص صفار الكبد، وفيما يأتي بيانها:

  1. الفحص البدني: حيث يساعد الفحص البدني على ملاحظة العلامات التي ترافق أمراض الكبد بشكلٍ عام، ومن هذه العلامات:
  • ظهور كدمات على الجلد. 
  • احمرار لون أطراف الأصابع وراحة اليد، وهو ما يُعرف بالحمامى الراحية
  • تجمع الأوعية الدموية بالقرب من سطح الجلد، وتُعرف هذه الحالة طبياً بالورم الوعائي العنكبي.
  • ملاحظة زيادة حجم الكبد.
  1. تحليل البول: حيث يُجرى تحليل للبول للكشف عن وجود البيليروبين فيه؛ ففي حال وجود البيليروبين في البول فإنّ ذلك يشير إلى الإصابة باليرقان المقترن وعادةً ما يتم إجراء تحليل للدم لتأكيد الإصابة. 
  2. تحليل الدم: ومن الأمثلة على فحوصات الدم التي تُجرى لتشخيص صفار الكبد ما يأتي: فحص مستوى البيليروبين في الدم، وفحص تعداد الدم الشامل.
  3. الفحوصات التصويرية: وتتضمن هذه الفحوصات: التصوير بالموجات فوق الصوتية، والتصوير المقطعي المحوسب.
  4. فحص خزعة الكبد: إذ يمكن أخذ عينة من الكبد لتأكيد التشخيص.

كيف يمكن علاج ارتفاع الصفراء في الكبد؟

علاج ارتفاع الصفراء في الكبد

 تعتمد طريقة علاج ارتفاع المادة الصفراء في الكبد على السبب الكامن وراء حدوثه، وحدوث مضاعفات من عدمه، كما يقرر الطبيب خطة العلاج إن كان منزليًاً أم في المستشفى بناءاً على الحالة، ومن طرق العلاج المُتّبعة ما يأتي: 

  • في حالاتٍ خاصة لارتفاع المادة الصفراء عند حديثي الولادة يكون العلاج بنقل الدم أو العلاج الضوئي. 
  • نقل السوائل الوريدية في حالة الجفاف. 
  • استخدام الأدوية المضادة للفيروسات.
  • استخدام أدوية علاج الغثيان والتقيّؤ والأدوية المسكنة للألم. 
  • العلاج الكيماوي أو العلاج الإشعاعي.
  • العلاج بالستيرويد. 
  • زراعة الكبد في حالات خاصّة. 
  • الجراحة في بعض حالات الإصابة بالسرطان ووجود حصى في المرارة، وفي حالات وجود تشوّهات خَلقية في القنوات الصفراوية.
  • التوقف عن شرب الكحول فوراً لمرضى تليف الكبد، والتهاب الكبد الكحولي، والتهاب البنكرياس الحاد الناتج عن شرب الكحول.
  • نقل الدم للأشخاص المصابين بفقر الدم بسبب النزيف أو بسبب تحلّل الدم.
  • العلاج بالمضادات الحيوية في حالات اليرقان الناتج عن التهاب، أو لعلاج المضاعفات المرتبطة بالإصابة باليرقان، مثل التهاب القنوات الصفراوية.
  • في بعض الحالات، يتم استخدام العلاج الكيميائي.

في الختام فإن ارتفاع المادة الصفراء يرتبط بوظيفة الكبد، لذا من الضروري أن يحافظ الناس على صحة هذا العضو الحيوي عن طريق تناول نظام غذائي متوازن وممارسة الرياضة بانتظام وعدم استهلاك الكحول. واطلبوا أفضل استشارة طبية من خلال التواصل مع خدمة العملاء لدينا، لتحصلوا على أنسب رعاية صحية تبحث عنها بالمملكة.

No comment

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *